Monday, November 3, 2008

الصراع أساس البقاء

يشعر صديقي قرد الرمال بالقلق على مستقبل أمريكا الرأسمالي من أوباما، يري أن السياسية التى ينادى بها أوباما تعتبر تعدى على القيم الرأسمالية السامية التى قامت بها أمريكا، وأحد النقاط التى تقلقه، والتى قضينا ليلة كاملة نتناقش فيها هى مطالبة أوباما بتحويل انتخابات النقابات العمالية من انتخابات سرية إلى علنية. لأن هذا الأمر سوف يمنح النقابات العمالية قوة أكثر، وبالتالى سوف تعمل النقابات على ابتزاز أصحاب الشركات والضغط عليهم، لتحقيق مطالبهم، وهو ما يراه القرد أمر غير عادل، وخطر على استمرار تلك الشركات، لأن العمال سوف يستنفذون أصحاب الشركات حتى آخر سنت فتنهار الشركة...

أفكار صديقي القرد لا تعبر فقط عن رأيه الخاص بل أيضاً عن مجموعات آراء الأخوة الجمهوريين المتشددين الذين لم يستوعبوا بعد أن التاريخ تجاوزهم كحالة السيدة الفاضلة باميلا التى مازلت أذكر لقائنا بها في نيويورك وترديدها المضحك لعبارة "أوباما الشيوعى أوباما الشيوعى".

بناء على ما سبق، أحب أن أسجل هنا بعض الملاحظات التى لا أقصد بها الرد على صديقي القرد أو السيدة الفاضلة أو المتعصبين الرأسماليين، بل أحب فقط أن أؤكد على مجموعة من الاستنتاجات التاريخية المنطقية:

-لا يوجد شخص خالد، وفي المقابل لا توجد فكرة خالدة، الأفكار تتطور وتدفع بعضها البعص، نحو ما هو جديد دائماً، والأفكار القديمة يتم دفنها بمرور الوقت، لتتحول إلى تربة لأفكار جديدة تثمر وتفيد البشرية بثمارها.

-تنتمى الرأسمالية مثلها مثل الفكر الماركسى إلى مجموعة أفكار الحداثة الغربية التى ظهرت منذ أكثر من قرن، وهو ما أعتقد أن الإنسانية قد تجاوزته، لأننا نعيش في حقبة تاريخية تقوم في الأساس على التنوع العرقي والثقافي والصراع الوحشى بين كل الأفكار والمفاهيم المختلفة، لهذا لم يعد هناك مكان لايدولوجيا قديمة وبائدة لا تقبل أن تطور من نفسها، وتحتكر الحقيقة لنفسها.

-تشجيع أوباما لاتحادات العمال والنقابات المهنية، من الممكن بالفعل أن يؤدى إلى تحول هؤلاء العمال إلى مجموعة من الحمقي الذين يتبعون أفكار قياداتهم النقابية دون الكثير من التفكير، وبالتالى يقومون باستغلالهم، لكن حتى لو حدث هذا السيناريو غير المتفائل، فهناك جانب إيجابي آخر وهو أن هذه القيادات العمالية سوف تمثل ثقل وقوة أمام القيادات الرأسمالية والاقتصادية التى تسيطر على الكونجرس، والإعلام والشركات والكبري، وهذا التوازن في القوى لن يجعل الصراع أكثر عدالة بالطبع أو تكافؤً، بل سيجعله أعنف وأكثر سخونة، ومن خلال هذا الصراع والجذب والشد، سوف يتبقي الفريق الأقوى، طبقاً لقانون الانتخاب الطبيعى المقدس.

-لا يوجد أى علاقة بين السيد الفاضل أوباما والشيوعية، وذلك ببساطة لأنه لا توجد أى علاقة بين الحزب الديموقراطى ومفهوم الحزب الثوري الماركسى، والشيوعية ليست مجرد حكومة مركزية تتحكم في مواطنيها وتصرف عليهم.

-انتخاب أوباما ووصوله للحكم ليس معناه أبداً تحويل أمريكا على دولة شمولية، يتحكم فيها أوباما من خلال سحر عينيه، ويخضع فيها الأمريكان إلى كاريزماته الخارقة، لأنه إذا فشل –وهو غالباً ما سيحدث- يمكن للأمريكان تغيره، لذلك لا داعى لهذه الحالة من الهلع.

4 comments:

Anonymous said...

الراسمالية تطور اه انما ماتمشيش لورا زى ما الاخ اوباما عاوز يعمل

انا معاك ان الراسمالية لازم تطور بس ماحدش قال انها تطور للاشتراكية عشان يبقى اسمها تطورت

و على فكرة اوباما اشتراكي مش شيوعي socialist not communist

مشكلة اوباما انه كاريزماتيك يعنى هايقنع الناس باللى عاوزه عشان كده احنا خايفين من تاثيره
الحياة الاجتماعية علمتنى ان المجتمع متسامح و غفور رحيم مع الكاريزماتيكس زى مثلا ما كلنتون كده خرب امريكا فى فترته و كدب على الشعب علانية و مع ذلك الراجل قاعد فى بيتهم بيكسب الافات فى كل محاضرة

عموما اذا امريكا عاوزة اوباما يبقى تستاهله

أحمد said...

انت مش قادر تستوعب برده فكرة ان الاثنين
الاشتراكية والرأسمالية خلاص
بح

احنا داخلين في مرحلة هتفرز حاجات جديدة

Anonymous said...

ياواد ياجامد
اتمنى لك التوفيق مع عالم اللااشتراكية لا رأسمالية

أحمد said...

توفيق
هاهاهاهاهاه


يا كابتن احنا مش محتاجين دعوات او تمنيات
احنا واثقين تماما

أن الفوضى هى أساس العالم وهى الحتمية التاريخية


نحن الفوضويون من سنرث العالم