Saturday, September 13, 2008

يوم أن بكت السيناتور ذات الرداء الأزرق

خرجت من مبني الكونجرس يوم 11 سبتمبر في الثانية عشر تقريبا،بينما أنزع عن بذلتي السوداء الملصق الورقي الذي يشير إلي أني صحفي في زيارة إعلامية رسمية.

بعدها بقليل توافد السيناتورات في مشهد مهيب،إلي واجهة المبني العملاق بينما الموسيقي الجنائزية لا تكف عن الأنين،في حين يقف مواطنون أمريكيون أبرياء حزاني مطأطأي الرأس،يجرحهم تذكار الضحايا،وحادث النيل من "الوطن".

اقتربت من الحشود الواقفة،بينما يتفرسني أحد رجال الأمن،وتتشتت استنتاجاته حول ماهية شرق أوسطيتي التي تنوء بها تفاصيل وجهي..في حين أمد بصري نحو الأعلام الامريكية المنكسة علي كل مبني(منكسة حتي المنتصف).

وقف النواب،البعض متجهم والبعض ينتحب(مثلما فعلت سيناتور ترتدي بلوزة زرقاء لا أعرف اسمها) فيما الآخرون منتبهون يستحضرون رباطة جأشهم أو يحاولون ادعاء ذلك..

جاء قس وخطب خطبة صغيرة حول الرب وأمريكا والاشرار والطيبين،ثم تناوب علي منبر الحديث عدد من أعضاء الكونجرس،بينما المواطنون بجواري حزاني وكأن البرجين سقطا لتوهما..

وضع الجميع يمناه علي قلبه حين بدأ عزف النشيد الوطني في حالة هوس وطني حميدة..

تكلم السيناتورز عن الاشرار والطيبين وابتلهوا الي الرب أن يحفظ أمريكا..

وقفت حائرا فانا طفل شامت في أمريكا "الإدارة السياسية والامبراطورية المتوحشة" ،وفي نفس الوقت متعاطف مع الضحايا إلي ما لانهاية،ولا أري لهم ذنبا في حماقات باقي أطراف اللعبة.

أتعاطف معهم لأن الامريكيين طيبون_وهذه حقيقة_ ولا ذنب لمواطنين أبرياء في لعبة تجار السلاح والبترول،وأنتشي داخليا _بخبث_ فيما حدث لامبراطورية الشر المنظم.

أقف أمام الكونجرس،يلفحني هواء بارد حزين يليق بسبتمبر التراجيدي،بينما يهفهف جاكت بذلتي السوداء،أود لو سلمت علي المواطنين الحاضرين واحدا واحدا وعزيتهم بحرارة وصدق،ولأذهب بعدها إلي السيناتورز بوصفي مبعوث الشر (الإسلام والعرب والشرق الأوسط وما إلي ذلك من تفاصيل) لأبتسم ابتسامة خبيثة..نصف شامتة..شبه متشفية..ولأرجع بعد ذلك إلي وطني آمنا..ما أمكن ذلك.

1 comment:

Anonymous said...

يانهار اسود و منيل فرحان فى امريكا فى 11 سبتمبر؟

لما انت تقول كده امال الناس اللى مابتفكش الخط تقول ايه؟

ثم لمعلومات سيادتك الشعب الامريكي ينتخب بارادة حرة قاداته اى انه مسئول كليا عن افعالهم.

الارهاب عيب.