Friday, September 12, 2008

عين حمورابي


كان الشاب الأمريكى الذى يعمل في القسم الصحفي يتحدث بنغمة بطيئة جدا، شارحاً بدون أى حماسة تاريخ المبنى ونظام إدارته. كنت أجلس على المقعد المخصص لمراسل وكالة رويترز في قاعة الهاوس المخصصة لأعضاء الكونجرس والتى شهدت عدد من القرارات الهامة على رأسها بالطبع، إقرار الحرب على العراق.

أعلى القاعة كان هناك صور من النحت البارز، موزعة على كل الجدران لأهم الفلاسفة والمفكرون، الذين ساهموا في تطور وعى البشرية وفي تطور مفهوم التشريع والدولة الحديثة، بعضهم كان فلاسفة يونانين، بعضهم رجال سياسية أوربيين، لكن في منتصف القاعة كانت أكبر صورة للنبى موسى نظراً للوائح التشريع المنسوبة إليه، أما عن يمينه فقد كان هناك صورة بديعة لحمورابي تم انجازها بالطريقة الخطية المسمارية المميزة للفن العراقي القديمى.

خارج القاعة كان يجري الإعداد لمراسم حفل تذكارى لضحايا 11 سبتمبر، لكن صوت الشاب كان مستمراً في إيقاعه البطيء الذى يبعث على النوم، شعرت بضيق حقيقى لوجود صورة موسي بحجم أكبر لصورة حمورابي بصراحة، وذلك ببساطة لأن لوائح موسى ليست سوى تشويه لشريعة حمورابي.

فكرت، كيف كانت عين حمورابي تراقب أعضاء الكونجرس وهم يصوتون للحرب على مدينته، التى تركها للآسف للنصاب صدام حسين، ورفاقه العلوج. فكرت أيضاً ما الذى من الممكن أن يكون أيا من أعضاء الكونجرس قد شعر به إذا كان قد نظر إلى عين حمورابي التى تراقبه في الأعلى. لكن من صورة موسي الكبيرة أعتقد أنهم يفضلون شريعة موسي التى قال فيها "حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح 11 فان اجابتك الى الصلح و فتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير و يستعبد لك 12 و ان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها 13 و اذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف 14 و اما النساء و الاطفال و البهائم و كل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك و تاكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك 15 هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الامم هنا"

2 comments:

Anonymous said...

كلام موسى كلام ارهابي
بس انا فاكر اني قريت نفس الكلام ده فى مكان تانى و ان اختلف القائل فين ياربي فين؟؟

أحمد said...

انا مش قلت ان كلام موسي ارهابى
انا قلت انه تشويه لشريعة حمورابي